وورد عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾ (١). أن الحجر الصخرة كما عبر عنه سفر الخروج (٢). "هذا إذا سلمنا أن الاستسقاء كان قبل التيه لا فيه، ولنا أن نقول إن أرض التيه هي الأرض الممتدة على ساحل البحر الأحمر من بيداء فلسطين مما يلي حدود مصر وفيها كان الاستسقاء بلا خوف. وفي سفر الخروج أنه كان في رفيديم التي انتقل إليها بنو إسرائيل من (سين) التي بين إيليم وسيناء"(٣). وورد: "وكان موسى أرسل كالباً ويوشع بن نون رائدين لينظرا حال البلاد في القوة والضعف. وأرسل غيرهما عشرة من بقية أسباط بني إسرائيل فأخبر هؤلاء بأن في تلك الأرض قوماً جبارين. فقال بنو إسرائيل: إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فأخبر يوشع وكالب بأن الأرض كما وعد الله (٤). وتفسير سفر الخروج لما ورد في القرآن يهوّن أمر المعجزة لسيدنا موسى فالحجر يتفجر منه اثنتا عشرة عينا بعدد الأسباط، لكل سبط شرب أبلغ في المعجزة من ضرب الصخرة الكبيرة، ثم أدخلنا في متاهة زمن الاستسقاء للتشكيك فيه. ثم ما هي الفائدة من هذا التفصيل من إرسال كالب ويوشع بن نون؟

(١) سورة البقرة، من الآية ٦٠.
(٢) انظر ١/٢٣٦، تفسير المنار.
(٣) ١/٣٢٨، تفسير المنار.
(٤) ١/٢٣٨، تفسير المنار.


الصفحة التالية
Icon