٢- قال الشيخ محمد عبده في رسالة للقس تيلر: "ونستبشر بقرب الوقت الذي يسطع فيه نور العرفان الكامل فتنهزم له ظلمات الغفلة فيصبح الملتان العظيمتان المسيحية والإسلام وقد تعرفت كل منهما إلى الأخرى وتصافحتا مصافحة الوداد وتعانقتا معانقة الألفة فتغمد عند ذلك سيوف الحرب التي طالما انزعجت لها أرواح الملتين"(١).
…وقال: "وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أرباب الدينين فيتم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله"(٢).
…وقال في رسالة ثانية: "ولا أظن يوماً مرّ أو يمر على الإنجليز يكون أسعد من ذلك اليوم الذي يؤمنون فيه بدين محمد إذ يصبح العالم خادماً لهم وجند الله الأعظم ناصراً لأهله منهم ويتم لهم ما أرادوا من إقرار عين العبيد وإرضاء قلوب النساء وهما مما يدعو إليهما الدين الإسلامي على أتم الوجوه وأكملها. فهلمّ يا عزيزي إلى الاتفاق على الأصول ليتيسر لنا الوفاق على الفروع والاتحاد في الأب ليتسنى لنا الاتحاد في الابن"(٣).
…فدعوة الشيخ محمد عبده مكررة من دعوة أستاذه جمال الدين الأفغاني في اتحاد الأديان. وأمله أن يصبح العبيد (المسلمون) قريري العين بسيادة الإنجليز عليهم لم يتحقق بعد أكثر من قرن بعد وفاته.

(١) ٢/٥١٤، تاريخ الأستاذ الإمام محمد رشيد رضا، الرسالة رقم ٢٢.
(٢) ٢/٥١٤، تاريخ الأستاذ الإمام، الرسالة رقم ٢٢.
(٣) ٢/٥١٥، المصدر السابق، الرسالة ٢٣.


الصفحة التالية
Icon