٤- طنطاوي جوهري: قال: "المسلمون يقبلون كل حكمة من أي أمة من أمم الأرض، وتكون تلك الحكمة علماً من علوم الدين. وهذا أصل بديع أورده الله في هذه السورة حتى إذا قرأنا حكم قدماء المصريين وآدابهم ورأيناها معقولة قلنا هذه الآراء ترديد لصدى صوت الإسلام وهي من ديننا. لأن ديننا جاء لتعليم العالم كله، ورسولنا خاتم النبيين، والله يقول: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ﴾ (١)، فالديانات والمعقولات كلها قد اتحدت في هذا الإسلام، فالإسلام كما جمع الديانات جمع العلوم"(٢). وقال: "وإياك أن يصدك عن هذا المعنى أن الأديان ضالة أو خاطئة، أو منسوخة كلا ثم كلا"(٣). وقال عن دين قدماء المصريين: إذن هؤلاء أصل دينهم كديننا فإننا نقول إن الله مقدس عن كل الحوادث ولكن هم جعلوا الشمس ضرب مثل له، وأتون اسم من أسماء الله عندهم"(٤). وقال: "إن قدماء المصريين وإن عددوا الآلهة قد وحدوا فعلاً أيام الملك مينا وفي مدينة طيبة (أمون). وفي الأقصر (حورس). وفي جزيرة أسوان (ختوم). وهذا كان سبب تعدد المعبودات عندهم وإلا فالأصل هو التوحيد"(٥).
…ثم خلص إلى النتيجة التالية: "من هذا يتضح أن معبود الجميع في الحقيقة إله واحد، وما هذه الأسماء إلا رموز ومظاهر للإله الحقيقي الجامع في ذاته كل الصفات الإلهية"(٦).

(١) سورة النساء، من الآية ١٣١.
(٢) الجواهر في تفسير القرآن الكريم، م٨، ١٥/١٥٣.
(٣) م٦، ١١/٥١، المصدر السابق.
(٤) م٦، ١١/٥٢، المصدر السابق.
(٥) المصدر السابق نفسه.
(٦) م٦، ١١/٥٣، الجواهر في تفسير القرآن.


الصفحة التالية
Icon