…وقال: "إذن أكابر الصوفية (ابن عربي والغزالي) من المسلمين تستروا بالتصوف وأدخلوا الحكمة وجعلوها ضمن الكشف وذلك سبب المرض العقلي الذي حل بأمم الإسلام فاختلت حياتهم وضاعت دولتهم ولله عاقبة الأمور. وسيرجع لهذه الأمم مجدها ورفعتها وعزها بعد ظهور هذا التفسير وأمثاله"(١).
…ونختم أقواله بمناشدته لأمة الإسلام: "أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: إن ربكم واحد، ودينكم النظر في صنعه وعجائبه وجماله. جاء لكم حكماء وعلماء كابن سينا والفارابي والغزالي والرازي وأسمعوكم ما أقول لكم اليوم، فأبيتم وقلتكم إنكم كافرون. أيها المسلمون هذا هو علم التوحيد في الحقل والجبل والزرع لا في الكتب المصنفة المشهورة هي والله مبعدة عن حكمة الله ومعرفة آياته، هي مجلبة للشك"(٢).
…مما تقدم(٣) نرى أن تقريب الأديان الذي يدعو إليه الشيخ طنطاوي جوهري هو اندغام الإسلام والوثنية، والديانات القديمة في عقيدة واحدة. وهذا في واقعه محو للإسلام وإحلال ما يطرأ على العقل محله. وهذه شوائب لا تمت للإسلام بصلة.

(١) م١، ١/٢٦٦، الجواهر في تفسير القرآن.
(٢) م١، ١/٢٦٦ الجواهر في تفسير القرآن.
(٣) وهذا غيض من فيض. انظر على سبيل المثال مدحه لإخوان الصفاء وأخذ من عقائدهم الفاسدة وعدّها سلفاً له: م١، ١/٣٦، م١، ٢/٨، م١٢، ٢٣/٨، م٨، ١٥/١٩٢، م١٢، ٢٣/١٥٤، ١٦٠، وقد جعل الأخلاق الفاسدة وإغواء الشياطين رحمة. انظر م٩، ١٨/١٨٥، وقد أصل عقيدة التثليث للوثنيين ومنهم البراهمة وأصلها للنصارى. انظر م١، ٢/١١٨، وغيرها كثير. الجواهر في تفسير القرآن، طنطاوي جوهري.


الصفحة التالية
Icon