…وقد دافع المؤلف عن المؤسسين للتفسير في هذا القرن وهم محمد عبده(١) ومحمد رشيد رضا(٢) وعدهم روّاداً للنهضة التفسيرية – حسب تعبيره – لهذه الحقبة مع أنه أبرز انحرافهم بشكل فاضح تحت اسم (مآخذ) قلل من هيبة من عدّهم رموزاً في أعين الناظرين، وأنزلهم عن مرتبتهم عند أهل التقى والحجا. وقد تعقبهم في قضايا العقيدة، والقضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعلمية، والأدبية، وتطرق إلى الجانب التاريخي لإكمال حلقة الدراسة. فسجل موقف شيخ الإسلام مصطفى صبري(٣)

(١) محمد عبده بن حسن خير الله، المصري (١٨٥٠م-١٩٠٥م)، تلميذ جمال الدين الأفغاني، عمل في الوظائف الرسمية بمصر تحت الهيئة الفرنسية والإنجليزية،. كانت له علاقات حميمة مع و. س. بلنت ومع كرومر مندوب بريطانيا في مصر الذي قال كلمته المشهورة: إنه ما دام لبريطانيا العظمى نفوذ في مصر فإن الشيخ محمداً عبده يكون هو المفتي حتى يموت. توفي بسرطان الكبد. وكان إماماً للمدرسة العقلية الحديثة في التفسير. انظر تاريخ الأستاذ الإمام، ١/٢٥٦٤، لمحمد رشيد رضا.
(٢) محمد رشيد بن علي رضا بن محمد القلموني، البغدادي الأصل (١٨٦٥م-١٩٣٥م) ولد بالقلمون بلبنان وتتلمذ في دير البلمند، ثم في طرابلس على يد حسين الجسر. وكان يتردد كثيراً على مكتبة الجامعة الأمريكية وله علاقة حميمة مع الأستاذ جبر ضوابط. وبعد وفاة جمال الدين الأفغاني رحل إلى مصر والتصق بمحمد عبده وأسس كثيراً من الأحزاب والحركات اللادينية منها جمعية الشورى العثمانية (فرع الاتحاد والترقي)،= = حزب الاتحاد السوري، حزب الاستقلال، جمعية الشبان المسلمين والإخوان المسلمين. أهم نتاجه الفكري مجلة المنار (٣٥) مجلداً وتاريخ الأستاذ الإمام. (انظر المنار والأزهر، ومجلة المنار، وتاريخ الأستاذ الإمام للمؤلف نفسه).
(٣) مصطفى صبري عابدين، تركي ولد في توقاد (١٨٦٠م-١٩٥٤م) تعلم بقيصرية في الأناضول على يد الشيخ محمد أمين الدوربكي الشهير بداماد الحاج طرون أفندي ثم تزوج ابنة أستاذه في الأستانة وحصل على العالمية وصار شيخاً للإسلام زمن السلطان عبد الحميد. قاوم الحركات الكمالية، فاضطر إلى الهجرة للقاهرة بعد الحرب العالمية الأولى وتوفي بالقاهرة. (انظر كلمة المؤلف في مقدمة كتاب موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وسيد المرسلين. وانظر معجم المؤلفين ١٢/٢٥٨).


الصفحة التالية
Icon