…أما الأصل الأول فجوابه أن الدين الحق ليس وراثة محضة، ولكنه منقول خلفاً عن سلف إلى أن بلغ النبي - ﷺ - ولا يكون هذا موروثاً بالياً كما يزعم. وكله حق ثابت بالأدلة النقلية القطعية. وأما الأصل الثاني فإنه محق فيه لو أراد حقيقة التعصب. أما أنه يريد به التمسك بالدين، والاستقامة عليه، فهذا ليس تعصباً في نظر العقلاء. بل هو منهج قائم على النظر العقلي في الأدلة المستندة إلى الحس والواقع على ضوء الوحي الإلهي.
…وأما الأصل الثالث فالإسلام جاء لمحاربة التقليد، والدعوى إلى إعمال العقل لكن على أساس الوحي الإلهي.
…وأما الأصل الرابع فمن فمك أدينك فإن ما تعتقده لا يسلم من النقد، ولا تقوم به حجة لأنه يجمع بين المتفرق المختلف الذي لا يقبل الاجتماع لأنه متناقض. إذ كيف نجمع بين عقائد بشرية ودين سماوي؟! أو أفكار منحرفة بعيدة عن المنطق ودين يوافق العقل السليم ويتفق مع الفطرة النقية.
…وأما أصله الخامس فجوابه إن الحق لا يختلف فيه اثنان، وليس له إلا نقيض واحد هو الباطل. والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. فكيف يريد أن يجمع بينهما؟! إنه لعمر الله هو المستحيل بعينه.
…وأما أصله السادس فأوافقه على شرط أن يكون هذا العلم علماً حقيقة مبنياً على الأدلة القطعية الثابتة، والمقدمات الصحيحة لا ما يتخيله علماً وهو أبعد ما يكون عنه.
…ومهما يكن من أمر فقد وضع أصولاً إن تحاكمنا إليها حكمنا عليه بأن رأيه فاسد، ومنهجه خاطئ، وطريقته تخالف الحق وقد ابتعد عنه. فهي شوائب لا تمت للإسلام بصلة.
٦- التقريب بين الأديان في التفسير القرآني للقرآن:


الصفحة التالية
Icon