"لو كانت الحمير نجسة العين شرعاً لورد ذلك صريحاً من أول الإسلام وتوفرت دواعي نقله وتواتر العمل بمقتضاه وإكفاء القدور وغسلها لو لم يكن للرجس العارض من أكلها العذرة لتعين أن يكون لمحض النظافة كما يفعل جميع الناس في جميع القدور التي يطبخون فيها لحوم الأنعام وغيرها من الطيبات فإنهم يغسلونها بعد فراغها"(١). والذي يركز عليه الشيخ رشيد هو جعل تحريم الحمر الأهلية كالجلالة من الأنعام والدواجن(٢). وهو ما فعله في مسألة تحريم الخنزير(٣).

(١) ٨/١٥٦، تفسير المنار.
(٢) ٨/١٥٥، تفسير المنار.
(٣) علل الشيخ رشيد تحريم الميتة ولحم الخنزير بأنها ضارة وهذا يقتضي إذا زالت العلة يزول الحكم وهو التحريم، انظر ٦/١٣٦، تفسير المنار. وقال: "ولحم الخنزير من أجمل اللحوم منظراً فلا يعافه إلا من يعتقد حرمته وذلك استقذار معنوي لا حسّي وإنما يستقذر الخنزير حياً بملازمته للأقذار وأكله منها. والأرجح أن سبب تحريم لحمه ما فيه من الضرر لا كونه من القذر وتقدم تفسير ذلك في تفسير آية المائدة" ٨/١٤٨، تفسير المنار. وانظر تعليله لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ٦/١٣٤-١٣٥، تفسير المنار. وشبه لحم= =الخنزير من جهة أخرى بالجلالة من الأنعام والدواجن وحكمها الكراهة فإذا علفت ثلاثة أيام تصبح حلالاً طيباً لا كراهة فيها. المصدر السابق. كما أشار على القارئ أن لحم الخنزير مما يعالج به الإنسان من السموم التي يأكلها أو يشربها. وهذا يقتضي حله للتداوي.


الصفحة التالية
Icon