الأحاديث التي ساقها أصحاب المنار في تحريم الحمير والبغال وكل ذي ناب من السباع كالأسود والكلاب، وكل ذي مخلب من الطيور كالصقور والمجثمة(١). والهرة. هذه الأحاديث كلها صحيحة رواها البخاري ومسلم وأصحاب السنن وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وغيرهم. ومن الإفك المبين، والحوب الكبير ردّها بالسهولة التي سلكها أصحاب المنار.
إن رواة الأحاديث من الصحابة هم: أبو ثعلبة الخشني، والبراء بن عازب، وابن أبي أوفى، وزاهر الأسلمي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبو طلحة، وبلال، والأخير –عند مسلم- من الذين نادوا يوم خيبر بكفء القدور. وعند النسائي المنادي هو عبد الرحمن بن عوف. وغيرهم كثير مما يدل على تواتر التحريم زمن الصحابة - رضي الله عنه - على عكس ما أورده أصحاب المنار.
إن تردد ابن عباس في إحدى الروايات في النهي يعني عدم بلوغه التحريم حيث كان عمره في غزوة خيبر التي جرى فيها التحريم سبع سنوات. ولا دلالة في تردده على نفي قول جمهرة الصحابة الراوين للأحاديث الثابتة الصحيحة. قال الشوكاني: "قال ابن عبد البر اختلف فيه عن ابن عباس وعائشة وجاء عن ابن عمر من وجه ضعيف، وهو قول الشعبي، وسعيد بن جبير يعني عدم التحريم واحتجوا بالآية. وأجيب بأنها مكية، وحديث التحريم بعد الهجرة، وأيضاً هي عامة والأحاديث خاصة"(٢).

(١) بوزن المعظمة وهي ما ينصب من الحيوان أو الطير فيرمى ويقتل. ونهى عنه لأنه تعذيب. هامش ٨/١٥٢، تفسير المنار، وانظر ٨/١١٥، نيل الأوطار للشوكاني.
(٢) ٨/١١٧، نيل الأوطار للشوكاني.


الصفحة التالية
Icon