فهذا الحكم الفضفاض الذي ابتدعه أصحاب المنار يخالف النص القطعي في الآية ﴿ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ﴾ (١) ويجمع بين المسلمين والوثنيين وأهل الكتاب وهو من الشوائب التي يحرم على المسلمين تقليدهم بها.
إن ما ورد في أحاديث صحيحة من تحريم الحمير والكلاب والقطط والسباع(٢) وغيرها جعلها بعض العلماء من باب استقلال السنة بالتشريع ومنهم د. محمد أبو شهبة.
ومن العلماء من جعل أحاديث تحريم ما نحن بصدده بياناً وتفصيلاً لقوله تعالى: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ﴾ (٣). أي أنها تشريع جديد ألحق بالأصل. فالسنة ألحقتها بالخبائث المحرمة. كما ألحقت الضب والأرنب والقنفذ والدجاج بالطيبات(٤).

(١) الأنعام، من الآية ١٤٥.
(٢) ٤/٢٣، الموافقات للشاطبي.
(٣) سورة الأعراف، من الآية ١٥٧.
(٤) ٤/١٢، الموافقات للشاطبي.


الصفحة التالية
Icon