يلاحظ أن أصحاب المنار ردّوا الأحاديث انطلاقاً من مقولة الشيخ محمد عبده أن أحاديث الآحاد ظنية ويحتمل أن تكون مكذوبة من بعض رجال السند. وهي نظرية مستوردة من أعداء الإسلام. وهي تقضي في النهاية على الإسلام كله، لأن جل السنة النبوية من خبر الآحاد، كما يلاحظ أن أصحاب المنار يلجأون إلى العقل وإلى اقتناص شوارد شاذة ردّ عليها العلماء في الماضي وأحيوها، وأقوالهم لا حجة فيها بل لا شبهة دليل عليها، فهي شوائب محضة لا شأن للإسلام بها.
…في هذا القدر كفاية لمن يريد أن يتعرف على طريقة أصحابة المنار، وعلى الأسس التي يعتمدون عليها في رد الحديث الصحيح. فيتوصل إلى نتيجة أنهم يعملون على هدم السنة النبوية الشريفة.
- رابعاً: رد الحديث القدسي (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) بحجة تفرد البخاري بروايته(١). وبحجة أنه لم يروه أحمد بن حنبل في مسنده، وطعن في سند الحديث من رواية خالد بن مخلد(٢) شيخ البخاري. وهذه الأمور من الغرائب العجائب التي يرد بها الحديث فليس له سلف إلا المستشرقين.
موقف التفسير الحديث لمحمد عزت دروزة من السنة النبوية.

(١) انظر ١٠/٢٣٩، تفسير المنار، وانظر ١١/٤١٩، تفسير المنار، تفسير سورة يونس آية ٦٢.
(٢) خالد بن مخلد القطوني (موضع بالكوفة) روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ت٢١٣هـ وهو شيخ البخاري. (الكشاف للذهبي ترجمة ١٣٦٣، ١/٢٠٨، وانظر: تهذيب التهذيب، ترجمة ٢٢١، ٣/١٠١.


الصفحة التالية
Icon