الحكماء والصوفية"(١).
وقال: "ولقد عجبنا أن أنكر علينا بعض المحرومين عن هذا (من ذاق عرف ومن حرم انحرف) ممن نعدهم بحق من الصالحين قولنا في المقصورة الرشيدية فيمن امتنع من رقية صدر فتاة حسناء:
أتت فتى خاف مقام ربه
لم يقترف فاحشة قط ولم
بعزةٍ منها وصفونية
مما يمنيه به شيطانه

لكن استعصم راوياً لها ما زال ينهى نفسه عن الهوى
يعزم ولا هم بها ولا نوى
في معزل تشتهيه أقصى ما اشتهى
من حيث لا يطمع منه في خنا
ما أمر الله به ونهى(٢)
هذا القصص السمج أتى به الشيخ رشيد في معرض الاستشهاد عن سيدنا يوسف عليه السلام وكيف استعصم عندما راودته امرأة العزيز عن نفسه. فهو يهوّن أمر نبي ضرب المثل الأعلى في ملك إربه للناس على مدى الدهر. بل ضرب الله به المثل للناس ليحذوا حذوه في التقوى، ومخافة الله في مثل هذا الأمر، والشيخ رشيد يسوق القصة –على فرض وقوعها- بأن الأمر طبيعي قد يحصل عند العاهر. ثم يتبعه بشعر عن نفسه بأن فتاة حسناء جاءته وطلبت منه أن يضع يده على صدرها ليرقيها، فكان موقفه أصلب من موقف سيدنا يوسف عليه السلام. وزعم أنه لم يهم بمعصية قط. تلك شوائب في التفسير نبرأ إلى الله منها.
البابية والبهائية عند محمد عبده ورشيد رضا:
(١) تفسير المنار، محمد رشيد رضا ومحمد عبده، ١٢/٢٨٢.
(٢) تفسير المنار، محمد رشيد رضا ومحمد عبده، ١٢/٢٨٣. وانظر تفسير المنار، ١/٥٤٥، وانظر الصفحة نفسها عن قصة ساقها عن شيخ من فصيلته وهو عبد الغني الرافعي الفقيه الصوفي كما يصفه ودخوله بستاناً يعمل به نساء من نصارى لبنان، تفسير آية ٢٠٠ من سورة الأعراف ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾.


الصفحة التالية
Icon