وقعت مناقشة بين الشيخين أول وصول الشيخ رشيد مصر وإليكها كما ساقها الشيخ رشيد: "ثم رجعنا إلى موضوع دين البهائية، قلت: إنهم يقولون بصحة جميع الأديان والكتب الدينية ويدعون جميع أهل الملل إلى دينهم دعوة واحدة لأجل الجمع وتوحيد كلمة البشرية، ويستدلون عند دعوة أهل كل دين بشيء مما في كتبهم ولا سيما التوراة والإنجيل والقرآن، وقد ظهر لي أن طريقتهم أحكم من طريقة الماسون فإن هؤلاء الماسون رأوا من الحكمة أن لا يفرقوا بين الأديان في الدخول في جمعيتهم بدعوى أنها لا تمس الأديان، وإن كانت غايتها هدم جميع الأديان. وأما البهائية فيقولون بصحة كل دين في نفسه ويستدلون على دينهم الناسخ لما قبله. قال الأستاذ: إن التقريب بين الأديان مما جاء به الدين الإسلامي وتلا قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ (١). واستغرب استدلال القوم على قيام الباب والبهاء بالكتب السماوية ا. هـ"(٢).
وقال الشيخ رشيد: "والحاصل أن الأستاذ يقول بضرورة الإصلاح وبغلو المصلحين ولولا هذا الغلو من البابية لكان يجب أن يساعدهم"(٣).

(١) سورة آل عمران، آية ٦٤.
(٢) تاريخ الأستاذ الإمام، محمد رشيد رضا، ١/٩٣٦.
(٣) المصدر السابق نفسه.


الصفحة التالية
Icon