ومن يجل النظر في الفقرة السابقة يجد أن من يزعمون الإصلاح لا ينكرون على البابية ولا على الماسون عقائدهم بل إن البابية أحكم من طريق الماسون. أي أن كلاهما حكيم وصحيح، ولكن أحدهما أحكم من الآخر. ويتمنى على البابية لو يتركون الغلو واعترف بأنهم مصلحون. فهذا الأسلوب استعمله الشيخ رشيد وأدخل الشوائب مع أن المقام يقتضي الإنكار والبراءة من هذا الاعتقاد. وأما الآية التي استشهد بها محمد عبده على تقريب الأديان فهي مغالطة كبرى لأن الآية مشهورة بآية المباهلة، أي المفاصلة بين المسلمين والنصارى وليست تقريباً بين الأديان بمعنى أن يبقى كل أهل دين على حالهم. والوقوف عند اجتزاء بعض الآية كالوقوف عند قوله تعالى ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴾. فرب قارئ لهذه العبارة يفهم أن البابية والبهائية لا شيء فيها لولا غلوّها، وهي حركة إصلاحية.
سوق الكلام بصيغة الاستحسان في تفسير الجواهر:


الصفحة التالية
Icon