…أسلوب الشيخ هو يقول ولكن أنت لا تقل. فساق الكلام ولا علاقة له بالآية أولاً، ثم إن تشبيه الديانات والإسلام من ضمنها بما صنعه المجوسي شائبة كبيرة لا تخرج ممن يرجون لدين الله وقاراً. فضلا عن أن فكرة الظاهر والباطن لنصوص الوحي فكرة غريبة عنه فهي من الشوائب.
…٢- التسبيح في القرآن لغز الوجود (حل عقدة إله الخير وإله الشر):
قال الشيخ طنطاوي جوهري في تفسير الآية السابقة نفسها تحت هذا العنوان: "هل يعلم المسلمون أن هذه الآية هي اللغز الذي انتصب لحله أمم الأرض قاطبة التسبيح والتحميد هي مسألة (الخير والشر) فالتسبيح تنزيه عن فعل الشر أو الاتصاف به، والتحميد إيذان بالاتصاف بفعل الخير. والشر والخير المذكوران هما موضوع دراسة الأمم كلها إننا على هذه الأرض نحس بآلآم ولذات ومحبوب ومكروه هكذا أبناء آدم من عهده وإن تقادم بحثوا في الخير والشر ونظروا، فانظر في دين المجوس وكيف كان المجوس يقولون إن الذي صنع هذا العالم (إلهان) إله للخير وإله للشر. فإذا قيل من الذي صنع العقارب والحيات؟ ومن الذي أتى بالأمراض والموت فلا جواب لهم إلا أن يقولوا هو إله الشر. ولقد فرّوا بذلك من أن إلاهاً رحيماً يصبح فاعلاً للشر. وانتهى الأمر عندهم على ذلك. وإن الناس قديماً وحديثاً لا يعقلون إلهاً رحيماً ثم هو يخلق الشر. فهذه العقدة حلها دين المجوس بهذا الحل الذي فصل الخير عن الشر وجعلوا أن إله الخير تغلب على إله الشر وصنع هذه الخيرات هذا هو دين المجوس، وهذا الحل يتناول الشرور التي في العالم والتي في نفس الإنسان. فإذا قيل لم كانت الزلازل؟ يقولون: من فعل إله الشر. وإذا قيل لم
كانت الحياة؟ فيقولون من إله الخير. وهكذا المرض من الأول والصحة من الثاني" ا. هـ بتمامه(١).