فمن يقرأ هذا التفسير قد يخرج بنتيجة أن يستملح ويرتضي فكرة عبادة المجوس التي حلّت عقدة إله للخير وإله للشر، والمقام في السكوت على هذا القول يكون قد شاطر الشيطان الأخرس في مهمته. فقول ظاهر البطلان، وهو شوائب في التفسير.
٣. وفي تفسير فاتحة سورة الأنعام(١) قال: "عنوان الظلمات والنور عند المجوس". فقد ألحقها بتفسير سورة الأنعام التي استهلت بها "ثانياً: يشير إلى دين المجوس المبني على أن في العالم إلهين مبنيين على الخير والشر، فللشر إله، وللخير إله، وإله الشر يحدث الظلمات والشرور. وإله الخير يحدث الخيرات والأنوار وكلاهما عدو للآخر. والعبادة موجهة لإله الخير الذي ينتصر على إله الشر". ولم يكتف بذلك فقد فضل طنطاوي جوهري الأمة الفارسية على أمة الإسلام قديماً(٢). وهكذا يسوق طنطاوي جوهري الكلام وكأنه يؤصل لعقيدة المجوس من القرآن الكريم، ويزول هذا العجب إذا كان صاحب التفسير يقول بوحدة الوجود وبالحلول.
٤. دفاع الشيخ طنطاوي جوهري عن عبادة الأصنام.

(١) ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ﴾ (الأنعام: ١). انظر ملحق الجواهر في التفسير، م١٣، ٢٦/١٠٧.
(٢) تفسير الجواهر، م١٣، ٢٦/٢٩٧.


الصفحة التالية
Icon