…ومن له خبرة بفكر القوم يدرك أن سؤاله منبعث من فكرة أن الحق يعلو إذا كان حقاً، وبقاؤه دليل صحته وإن شابه بعض البطلان(١). ومهما يكن من أمر فأسلوب سوق الكلام بهذا الشكل دون إنكار الباطل أو المنكر أو الخطأ أسلوب درج عليه من يدخلون الشوائب. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ طنطاوي جوهري أثبت أن عبادة الأصنام لها أصل بأن كانت تمثالاً لرجل صالح. وتوفي الرجل الصالح وعبد الصنم. أو كانت عبادة للملائكة فعبد الكوكب وتنوسي الملك، أو عقيدة التثليث عن فلاسفة اليونان"(٢).
٥- الأخلاق الفاسدة وإغواء الشياطين رحمة(٣).

(١) تاريخ الأستاذ الإمام، رضا، محمد رشيد، ١/٩٣١، وانظر المصدر نفسه، ص ٣٩، ٤٠.
(٢) تفسير الجواهر، طنطاوي جوهري، م١، ١/٣٨-٣٩.
(٣) يعد أصحاب تفسير المنار روّاد هذه الغواية. فقد قالوا في تفسير المعوذتين: "حتى إن الشيطان لم يخلق شراً محضاً" بعد أن تحدث عن الشر، وإن سموم الأفاعي والعقارب والنحل والزنابير هو سلاحها الذي تحارب به أعداءها فيضر بهم، أي أنه يحاول بالسفسطة إقامة الدليل على غوايته فالتقطها طنطاوي وبثها في تفسيره بصورة أوضح، ومصرّاً عليها. انظر مجلة المنار م٣٤، ٧/٥٢١.


الصفحة التالية
Icon