…هذا عنوان في تفسير الجواهر في تفسير القرآن للمؤلف نفسه. وتحته قال: "فنسبة وسوسة الشياطين إلى عقولنا من حيث أنها تصدنا عن الاطلاع على الحقائق فجأة ونحن لا نطبقها كنسبة ظلمات الجو البالغة (١٦) ظلمة من حيث إنها تخفف ضوء الشمس الواصل إلى عيوننا بحيث يقل في أكثر النهار عما يمكن أن يصل فوق ألف مرة إذن ضوء الشمس لابد أن يخف بحجب حين يصل لنا والعلوم والمعارف التي يتجلى الله بها على عقولنا إذا لم تحجبها الوساوس الشيطانية التي استعدت لها نفوسنا بشهواتنا وأخلاقنا الأرضية فإنها تكون سبباً في إهلاك أرواحنا لأنها لا تقدر أن تتحمل جميع الحقائق دفعة واحدة كما لا تتحمل عيوننا ضوء الشمس من غير أن يلطف بظلمات الجو، وكما لا يحتمل الجنين أن يعيش إلا في ظلمات نقية، أنا أقول هذه وأنا أصبحت موقناً إيقاناً تاماً وهذا هو اليقين الذي أعلنه لأهل الأرض قاطبة ولك أنت أولاً فقل لهم جميعاً إن الله أذن بإظهار الحقائق إن ما في الأرض من الأخلاق الفاسدة وإغواء الشياطين الأرضية كل ذلك رحمة لأنه لولاه لم تتحمل العقول شموس المعارف العلمية التي تستعد لها النفوس الأرضية بفطرتها. وكما أن الطعام الذي كثرت مادة الغذاء فيه كاللبن واللحم والبيض إذا داوم امرؤ عليه فإن عاقبته تكون هلاكاً له غالباً"(١). ونجيبه لو كان إغواء الشياطين رحمة لما جعل الله الاستعاذة منها قبل البسملة في قراءة القرآن، وفي بدء كل أمرٍ ذي بال. ولما حذرنا القرآن من الشيطان. ففساد قوله ظاهر وبطلانه أظهر. هذا وقد أصل لعقيدة التثليث عند البرهمية والنصارى(٢). ومن أراد الوقوف على الشوائب أكثر عند طنطاوي جوهري فلينظر حكاية المستشرق الإنجليزي (براون) في أن الكلب الأسود أفضل من المسلم السني"(٣). كل هذه الشوائب أدخلها طنطاوي جوهري تحت

(١) جوهري، طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن، م٩، ١٨/١٨٥.
(٢) المصدر السابق، م٥، ١٠/٥٩.
(٣) المصدر السابق، م٦، ١١/١٤٣.


الصفحة التالية
Icon