إن تشكيك الشيخ رشيد في مسلمي أهل الكتاب اتباع لسنة المستشرقين في هدم السنة النبوية. ومسلمو أهل الكتاب من الصحابة ومنهم عبد الله بن سلام، وتميم الداري، قد روى لهم أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، وترى لهم مناقب في باب مناقب الصحابة عند البخاري (١) ومسلم. ومسلمو أهل الكتاب من التابعين أمثال كعب الأحبار، ووهب بن منبه وأخيه همام فيكفي لتعديلهم أنه روى لهم أصحاب الكتب الستة، ولم يرد لهم ذكر في كتب الضعفاء والمتروكين والوضاعين على كثرتها مما يجعلنا لا نلتفت لزيغ أعداء الدين. والحقيقة أن مناصبة الثقات من مسلمي أهل الكتاب العداء لم تقع إلا في عهد الكافر المستعمر بقيادة المستشرقين. وهو شعار رفعوه وقصدوا من ورائه هدم التشريع كله، بدليل أن الهدم والجرح لم يتوقف عند الثقات من مسلمي أهل الكتاب بل تعداه إلى الصحابة ومنهم أبو هريرة، وأبو ذر، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وامتد التطاول إلى الصحيحين وأصحاب السنن والمسانيد فضلاً عمن دونهم. والطعن في أبي هريرة يعني الطعن في (٥٣٧٤) حديثاً. وتجريح أي صحابي أو تابعي يعني تجريح مروياته كلها. وهذا يعزز أن الشيخ رشيد جعل من شعار محاربة الإسرائيليات عملاً أدى إلى هدم السنة النبوية الشريفة على عكس ما أشيع عنه وعن مدرسته زوراً وبهتاناً أنه يحارب الإسرائيليات.

(١) انظر كتاب مناقب الأنصار ٦٣، من فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص ١٢٨، باب ١٩، مناقب عبد الله بن سلام، الحديث رقم ٣٨١٢، ٣٨١٣، ٣٨١٤، ٣٩٣٨، باب ٥١. وانظر صحيح مسلم بشرح النووي م٨، ١٦/٤١-٤٤، فضائل عبد الله بن سلام، طبعة دار الفكر.


الصفحة التالية
Icon