…ومن المآخذ على الرسالة أنها نافحت عن المؤسسين للانحراف في التفسير في هذا القرن رغم تزييفهم للإسلام، وعدتهم أصحاب نهضة تفسيرية في العصر الحديث عجز الأوائل عن تحصيلها. فكانت الدراسة متناقضة، وأحكامها متعارضة. فقد جمعت المتناقضات في الشيخ الواحد في وقت واحد. لذا فإنني أعدها دراسة سطحية غير موفقة في تبريرات أعمال رموزها. ومن المآخذ عليها أنها لم تتعرض للجانب الأسود من تاريخ الشيخ محمد رشيد رضا لأنه ربما كان لا يراه مما يعاب، أو لحاجة في نفسه كشأن دفاعه عن الأفغاني ومحمد عبده.
٣- دراسات د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي لمرحتلي الدراسات العليا: الماجستير والدكتوراة.
…الأولى بعنوان: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) وهي في حدود تسعمائة صفحة.
…والثانية بعنوان: (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري)، وقد وقعت في ثمان وثلاثين ومائتين وألف صفحة.
…قال في الأولى تحت عنوان: "إلى من أقدم تاريخ وتراجم هؤلاء الرجال: (المدرسة العقلية، الأفغاني، وعبده ورشيد وغيرهم). قال: كل من يقرأ كلامي هذا فلا يعدو أن يكون أحد رجلين: إما رجل جعل الحقيقة نصب عينيه، وتحصيلها مقصوده، وجعلها فوق الرجال بها يوزنون ولا توزن بهم، وحسب هذا الرجل أني بذلت جهدي ما استطعت للوصول إليها وتقديمها له مستنداً إلى الأدلة والبراهين، وموثقاً لها بالرجوع إلى أصولها ومصادرها الأولى. وإما رجل نزع الحقيقة من نصب عينيه، واستبدل بها أصناماً بشرية، وأوثاناً إنسية صار همه كل همه تقديسهم، ومراده كل مراده ذب الشبهات عنهم ونفي الخطأ منهم وجعلهم في منزلة تأبى الشبهات أن تصل إلى أقدامهم"(١).