زعم الشيخ رشيد أن أحاديث أشراط الساعة رويت بالمعنى(١)، ولم يكن كل الرواة يفهم المراد منها لأنها أمور غيبية فاختلف التعبير باختلاف الأفهام. وهذا يعني أن الأحاديث النبوية ليست هي حقيقة لفظ الرسول - ﷺ -، ولا محكم نظمه كما نطق به - ﷺ -، وهذا القول تأسيس لفرية انتحال الحديث التي اشتق منها طه حسين أكذوبته انتحال الشعر العربي الجاهلي.
فيكون الشيخ رشيد قد بلغ الغاية في المجازفة في الحكم لأنه زعم بلا دليل، وتشكيك في الوحي الصادر عن رسول الله - ﷺ -. وتشكيك في حفظ الله لهذا الدين.

(١) الواقع أن الشيخ رشيد يرى أن الأحاديث كلها رويت بالمعنى، انظر المبحث الثالث من الفصل الأول. وهذا يغاير ما حض رسول الله - ﷺ - أمته من صحابته إلى يوم الدين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبي - ﷺ - قال: (نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها، فرب حامل فقه إلى غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه). كتاب الرسالة للشافعي ص٤٠١، حديث ١١٠٢، تحقيق أحمد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت.


الصفحة التالية
Icon