أيضاً من طريق أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: (أول الآيات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى). فأيها خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب(١). وأما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب(٢). أي هذا أول ابتداء قيام الساعة بتغيير العالم العلوي فإذا شوهد ذلك حصل الإيمان الضروري بالمعاينة وارتفع الإيمان بالغيب. فهو كالإيمان عند الغرغرة لا ينفع".
قول الشيخ رشيد: "إن علة عدم قبول الإيمان بعد طلوع الشمس من مغربها لا تنطبق إلا على من رآها أو رويت له بالتواتر. وقد روي أن الشمس والقمر يُكسيان النور بعد كسوف وظلمة ويعودان إلى الطلوع من المشرق". فهي عبارة منحولة ومحرفة عن القرطبي في "التذكرة" أوردها ابن حجر في شرح حديث البخاري في الرقاق حيث قال: "فلو امتدت أيام الدنيا بعد ذلك إلى أن ينسى هذا الأمر أو ينقطع تواتره ويصير الخبر عنه آحاداً فمن أسلم حينئذ أو تاب قبل منه وأيد ذلك بأنه روي أن الشمس والقمر يكسيان الضوء بعد ذلك يطلعان ويغربان من المشرق كما كانا قبل ذلك. قال القرطبي وذكر أبو الليث السمرقندي في تفسيره عن عمران بن حصين قال: "إنما لا يقبل الإيمان والتوبة وقت الطلوع لأنه يكون حينئذ صيحة فيهلك بها كثير من الناس فمن أسلم أو تاب في ذلك الوقت لم تقبل توبته ومن تاب بعد ذلك قبلت توبته".

(١) ص٣٥٣، المصدر السابق، ورأي الحاكم وابن حجر متطابقان كما ورد في الصفحة نفسها.
(٢) المصدر السابق نفسه، وهذا نص حديث رواه البخاري في كتاب الفتن، ٩٢، باب ٢٤، خروج النار، عن أنس ١٣/٧٩، فتح الباري.


الصفحة التالية
Icon