هذا القول للشيخ رشيد مجتزأ من فتح الباري وابن حجر هو الذي قال رفعه لا يصح وليس الشيخ رشيد. والحديث ذكره القرطبي في التذكرة نقلاً عن الميانشي عن عبد الله بن عمرو رفعه الحديث. قال "ابن حجر" رفع هذا لا يثبت وقد أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند جيد عن عبد الله بن عمرو موقوفاً. وقد ورد عنه ما يعارضه فأخرج أحمد ونعيم بن حماد من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رفعه الحديث(١). وذكر جملة من الأحاديث ومنها: (عن أبي العالية بين أول الآيات وآخرها ستة أشهر يتتابعن كتتابع الخرزات في النظام"(٢). ثم عقب ابن حجر على ذلك بقوله: "ويمكن الجواب عن حديث عبد الله بن عمرو بأن المدة ولو كانت كما قال عشرين ومائة سنة لكنها تمر مروراً سريعاً كمقدار مرور عشرين ومائة شهر من قبل ذلك أو دون ذلك كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رفعه: (لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر) الحديث وفيه (واليوم كاحتراق السعفة) (٣). فيكون الشيخ رشيد أحيا إشكالاً ميتاً ولم يأخذ بالرد عليه المشفوع بحديث صحيح أخرجه مسلم. وهذه عادة الشيخ رشيد في اقتناص كل شاردة شاذة ليحملها وتكون الطامة الكبرى برد الأحاديث النبوية الصحيحة.

(١) المصدر السابق نفسه.
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) المصدر السابق نفسه، ١١/٣٥٤، فتح الباري شرح صحيح البخاري. وعن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: (يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج)، م٨، ١٦/٢٢، صحيح مسلم بشرح النووي.


الصفحة التالية
Icon