٣- رد حديث أبي ذر وقد رواه الشيخان:
…قال الشيخ رشيد: "ومن هذه الأحاديث في الباب، حديث أبي ذر جندب ابن جنادة الذي يعد متنه من أعظم المتن إشكالاً فهو يقول إن النبي - ﷺ - سأله أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت؟ قال: قلت: لا أدري. قال: (إنها تنتهي دون العرش فتخر ساجدة. ثم تقوم حتى يقال لها ارجعي. فيوشك يا أبا ذر أن يقال ارجعي من حيث دخلت وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) (١). وهذا الحديث رواه الشيخان من طريق إبراهيم بن يزيد بن شريك التميمي عن أبيه عن أبي ذر. وهو على توثيق الجماعة له مدلس، قال الإمام أحمد لم يلق أبا ذر، كما قال الدارقطني، لم يسمع من حفصة ولا من عائشة، ولا أدرك زمنها. وكما قال ابن المديني لم يسمع من علي ولا من ابن عباس. ذكر ذلك في تهذيب التهذيب. وقد روي غير هذا عن هؤلاء بالعنعنة فيحتمل أن يكون من حدثه عنهم غير ثقة. فإذا كان في بعض روايات الصحيحين والسنن مثل هذه العلل وراء احتمال دخول الإسرائيليات، وخطأ النقل بالمعنى فما القول فيما تركه الشيخان، وما تركه أصحاب السنن أيضاً؟"(٢).
…تفنيد مزاعم الشيخ رشيد:
الحديث رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد بن حنبل(٣). فهو صحيح ورجال سنده ثقات ولا يلتفت لتدليس وتشكيك المستشرقين ومن غرّد في سربهم.

(١) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، ١٤/١٣١، طبعة الشعب الحديث رقم ٣١٩٩، فتح الباري، ٦/٢٩٧.
(٢) تفسير المنار، ٨/٢١١-٢١٢.
(٣) رواه أحمد الحديث ٢١٣٥٨ بسند صحيح، ٨/٦٨، طبعة دار الفكر تحقيق: عبد الله محمد الدرويش.


الصفحة التالية
Icon