نص الحديث كما ورد في صحيح البخاري "عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: (قال النبي - ﷺ - لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئتِ، فتطلع من مغربها. فذلك قوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ (١).
إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي وثقه ابن حجر في التقريب وتهذيب التهذيب(٢). وتقول يكفي في توثيقه رواية الستة له. وكونه يرسل ويدلس أحياناً فأهل الحديث الستة يعرفون ذلك وهم الذين نقلوا لنا هذه المعلومات، ويعرفون مكانها ومتى لا يحتج بحديثه. وما داموا قد احتجوا بحديثه هنا فيكون التدليس والإرسال في غير هذا الحديث.

(١) سورة يس، الآية ٣٨. الحديث ٣١٩٩ من صحيح البخاري، انظر فتح الباري ٦/٢٩٧ وأطرافه في ٤٨٠٢، ٤٨٠٣، ٧٤٢٤، ٧٤٣٣. ورواه مسلم بالسند نفسه ولكن بخطاب الجماعة (أتدرون أين تذهب هذه الشمس، قالوا الله ورسوله أعلم) مرة ٢/١٩٥. وأخرى رواه البخاري ٢/١٩٦، صحيح مسلم بشرح النووي.
(٢) انظر ترجمة ١/١٥٤، ٣٢٤، وقد روى له الستة، كان من العباد روى عن أنس وأبيه وأرسل عن عائشة، روى عنه بيان بن بشر ومسلم بن مطعن وجماعة، قال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة مرجئ، قتله الحجاج بن يوسف، وقال أبو حاتم صالح الحديث، وقال الدارقطني: لم يسمع من حفصة ولا من عائشة ولا أدرك زمانها، وقال ابن حبان في الثقات: كان عابداً صابراً على الجوع الدائم. انظر ترجمة ٢٦٩ في التقريب: يكنى أبا أسماء، الكوفي، العابد، ثقة إلا أنه يرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة ٩٢، وله أربعون سنة، وروى له الستة. والطبقة الخامسة تعني صغرى التابعين، وتعني أنه مات بعد المائة.


الصفحة التالية
Icon