لفظ (العلل) في مصطلح الحديث تعني أسباباً خفية تقدح في صحة الحديث والظاهر السلامة منها(١). وما زعمه الشيخ رشيد أنها علل فليست من هذا القبيل فلا يعتد به.
العنعنة في مصطلح الحديث عند الصحابة لا تعد قدحاً(٢). فضلاً عن أن الرواية وردت بالسماع والفنقلة. وعلماء الجرح والتعديل هم الذين أسسوا قواعد نقد السند والمتن، وقد قالوا: إذا كانت العنعنة من غير الصحابة في إحدى الطرق مع غيرها بالسماع والتحديث فلا تضر(٣). وعليه فلا قيمة لتشكيك الشيخ رشيد.

(١) ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري، مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، ص ٤٢، دار الكتب العلمية. وانظر ص ٩٢ الباعث الحثيث لابن كثير، تحقيق أحمد شاكر، طبعة ١٩٩٤، مكتبة السنة، القاهرة، وانظر ص٧٢، هامش علم الحديث لابن تيمية، تحقيق موسى محمد علي.
(٢) العنعنة: هي مصدر عنعن الحديث إذا رواه بلفظة عن من غير بيان للتحديث والسماع. وقد نقل إجماع قبول رواية العنعنة من غير الصحابة بألفاظ مختلفة كل من ابن عبد البر في التمهيد، وأبو عمر الداني، والحاكم والخطيب البغدادي، فما بالك بالعنعنة عن صحابي كان متفرغاً لسماع رسول الله - ﷺ - لم يلهه الصفق في الأسواق والعمل في المزارع؟ انظر ١/٣٣٠-٣٣٩، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأفكار صاحب سبل السلام، تحت عنوان "مسألة في بيان العنعنة وحكمها".
(٣) المصدر السابق.


الصفحة التالية
Icon