ما زعمه الشيخ رشيد من أنه أعظم المتون إشكالاً مصدره من لا يؤمن بالغيب. ويتوقف فهم النصوص عند المنطوق والمفهوم دون زيادة ولا نقصان لأنه لا يتأتى للعقل أن يصدر حكمه فيه لأنه لا يقع تحت الحس. ونؤمن بالمغيب الذي ورد النص به لأنه صدر عن المقطوع بصدقه. وهو هنا رسول الله - ﷺ - فالعرش الوارد في الحديث من الأمور الغيبية، وسجود الشمس ومخاطبتها، وتنفيذها لما طلب منها كل ذلك من الأمور الغيبية ولا شأن للعقل فيها غير فهم النصوص. ومثل هذا ورد في القرآن والسنة على حد سواء. والإيمان بالغيب صفة مدح للمؤمن، وعكسه مذموم في الإسلام.
فرية احتمال دخول الإسرائيليات تنتفي مع اليقين وهو ثبوت صحة الحديث كما ورد في رقم (١).
فرية احتمال خطأ النقل، هي احتمال عقلي، وظن لا يغني من الحق شيئاً لثبوت صحة الحديث كما أسلفنا.
قد بلغ الشيخ رشيد غايته في المجازفة والتشكيك بالسنة النبوية بعامة وما ورد منها في المسانيد وعند غير أصحاب السنن والشيخين بخاصة حينما قال: (فإذا كان في بعض روايات الصحيحين والسنن مثل هذه العلل وراء احتمال دخول الإسرائيليات، وخطأ النقل بالمعنى، فما القول فيما تركه الشيخان وما تركه أصحاب السنن أيضاً؟! فإذا تباكى على ما تركه الشيخان وأصحاب السنن فهو قد أجهز على السنة بكاملها عندما رد الأحاديث الثابتة عند الشيخين وأصحاب السنن في العقائد والأحكام على حد سواء(١).

(١) في الغيبيات رد أحاديث أشراط الساعة، وفي الأحكام رد أحاديث تحريم أكل الحمر الأهلية، وهي أحاديث وردت في الصحيحين كما مر سابقاً.


الصفحة التالية
Icon