رد حديث أخرجه أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه(١)، عن أبي هريرة قال: (أخذ رسول الله - ﷺ - بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل).
قال الشيخ رشيد: "وهذا ظاهر في أن الخلق كان جزافاً ودفعة واحدة لكل نوع في يوم من أيامنا القصيرة. فالجواب: إن كل ما روي في هذه المسألة من الأخبار والآثار مأخوذة من الإسرائيليات لم يصح فيها حديث مرفوع. وحديث أبي هريرة هذا وهو أقواها مردود لمخالفة متنه لنص كتاب الله. وأما سنده فلا يغرنك رواية مسلم له. فهو قد رواه كغيره عن حجاج بن محمد الأعور المصيص عن ابن جريج. وقد تغيّر في آخر عمره وثبت أنه حدِّث بعد اختلاف عقله كما في تهذيب التهذيب وغيره، والظاهر أن هذا الحديث مما حدّث به بعد اختلاطه" ا. هـ(٢).
تفنيد مزاعم الشيخ رشيد:
الحديث باعتراف الشيخ رشيد نفسه رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عن أبي هريرة وقال أخذ رسول الله - ﷺ - بيدي وقال: فهو حديث مرفوع بالسماع فيندفع ما زعمه أنه لم يصح فيه حديث مرفوع.
ما زعمه أنها أخبار وآثار مأخوذة من الإسرائيليات دعوى بدون دليل فلا قيمة لها.

(١) الحديث في مسند أحمد رقم ٨٣٤٩، ٣/٢١٨. ورواه مسلم باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، ١٧/١٣٣، كتاب صفة القيامة والجنة والنار.
(٢) تفسير المنار، ٨/٤٤٩.


الصفحة التالية
Icon