…وأما ما زعمه الشيخ رشيد في معارضة متن الحديث للآية فيرد دراية فليس صحيحاً لأن الآية تقول في ستة أيام والحديث كذلك. وأما خلق آدم في اليوم السابع فلا يتنافى ولا يتعارض معها لأن السماوات والأرض غير آدم عليه السلام.
…وقال الشيخ رشيد تحت عنوان: "فصل فيما ورد في قرب الساعة وأشراطها": "وهذا البلاء كله من دسائس رواة الإسرائيليات وتلبيسهم على المسلمين بإظهار الإسلام والصلاح والتقوى، ومن وضع بعض الاصطلاحات العلمية في غير موضعها ككون كثرة الروايات الضعيفة يقوى بعضها بعضاً. فإن هذا إنما يصح في المسائل التي لا يحتمل إرجاعها إلى مصدر واحد يعني بنشرها والدعوة إليها كمسألة المهدي المنتظر الذي هو أساس مذهب سياسي كُسِيَ ثوب الدين، ألم تر أن رواياته لا تخلو أسانيدها من شيعي، وأن الزنادقة كانوا يبثون الدعوى إلى ذلك تمهيداً لسلب سلطان العرب وإعادة ملك الفرس، وككون كلام الصحابي فيما لا مجال للرأي فيه، والاجتهاد فيه له حكم الحديث المرفوع إلى النبي - ﷺ -، ويجب تقييد هذا فيما لا يحتمل أن يكون من الإسرائيليات(١).

(١) تفسير المنار، ٩/٤٨٢، تفسير سورة الأعراف آية ١٨٧.


الصفحة التالية
Icon