…وهنا يكرر الشيخ رشيد هجومه على الصحابة رواة الأحاديث الصحيحة تحت شعار محاربة الإسرائيليات واتهمهم بالنفاق بدون بينة. وعمد إلى علم مصطلح الحديث، الذي به نميز الخبيث من الطيب، ليقوض أركانه بجعل الصحابة ليسوا عدولاً. وأن كلامهم فيما لا مجال للرأي فيه يأخذ حكم المرفوع، ورد أحاديث المهدي بالهوى، وبتهم باطلة لم تستند إلى حجة. وأما قاعدة الروايات الضعيفة يقوي بعضها بعضاً والتي شن هجومه عليها فهي لا موقع لها في حديث أشراط الساعة لأن الأحاديث التي ردها كانت في الصحيحين وفي السنن والمسانيد ولم يتّسم أي منها بالضعف. ولكن قواعد التحليل الأدبي التي تقوم على الشك والاحتمالات هي التي قادته لرد الأحاديث الصحيحة تحت شعار دسائس رواة الإسرائيليات، وتحت الزعم بأن مسألة المهدي المنتظر مذهب سياسي كسي ثوب الدين، وأن الشيعة والزنادقة كانوا يؤسسون مثل هذه الأحاديث لسلب سلطان العرب وإعادة ملك الفرس.
…وخلاصة القول:
…إن الشيخ رشيد رفع راية محاربة الإسرائيليات وجاهد تحتها في هدم السنة النبوية حق جهاده، وهذا الحكم كما يرى القارئ نبع مما قاله الشيخ رشيد لا مما قيل عنه، ومن تفسيره وشرحه لا عمّن فسر أقواله، كل ذلك يدل دلالة واضحة على أني لم أتجاوز وصف واقعه قيد شعرة.


الصفحة التالية
Icon