…من هذا ندرك أن د. عبد الكريم الخطيب كسابقه الشيخ رشيد يرفع شعار محاربة الإسرائيليات ويعمد لرد الأحاديث الصحيحة تحت الشعار نفسه. ومن أمثلة ما رده د. الخطيب من الأحاديث الشريفة الصحيحة أحاديث بدء الخلق جملة ومنها أن الله خلق آدم على صورته، وأن حواء خلقت من ضلع آدم(١). وهي في الصحيحين وردّها على أنها من الإسرائيليات ومن مورد قصص الأولين وأساطيرهم. كل ذلك بمحض العقل الحر وليس بالدليل الشرعي.
…وأظن أن في هذا القدر غنية لبيان أن محاربة الإسرائيليات في القرن الرابع عشر الهجري عند أصحاب المدرسة العقلية الحديثة هو مجرد شعار كانت نتائجه محاولة هدم السنة النبوية الشريفة، وإدخال الشوائب للتفسير. ومن الجدير بالذكر أن ما سقناه من تفسير أتباع هذه المدرسة كان مجرد أمثلة وليس للإحصاء وقد جاء غيرهم بما لا يقل نكارة عنهم، ومنهم عبد الرحمن فراج الذي يزعم أن الأحاديث جاء بها الماسون، ومنهم علي نصوح الطاهر، ومحمد عزت دروزة. والمهم أني أرجو أن أكون قد وفقت في توضيح هذا الأسلوب عند القوم. والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل.