ب- الرمز والإشارة:
نزول المسيح ومجيء الدجال في تفسير الجواهر:
…كتب تحت عنوان "كيف ينزل المسيح": "وهنا نقول: هل ينزل المسيح بنفسه؟! أم ذلك رمز لنزع الغل والحقد من القلوب واتحاد الأمم وتعاونها وتصافحها؟ اعلم أن أتباع كل دين في الأرض لا يصدقون بغير دينهم، ولو أن المسيح اليوم جاء للنصارى لقالوا له كذبت. وكذلك نحن معاشر المسلمين لو جاءنا أي إنسان وقال أنا عيسى أو موسى أو محمد لقلنا أنت مدع ألا ترى أن اليهود وعدوا بمجيء المسيح فلما جاء كذبوه، والنصارى لما أرسل سيدنا محمد كذبوه إلا قليلاً منهم. فهكذا نحن معاشر المسلمين إذا جاء لنا أي إنسان مهما كان شأنه فإن الجمهور لا يصدقه وإنما يفعلون معه ما فعلته الأمم مع الأنبياء فيتبعه قوم ويرفضه آخرون. هذا هو الأمر الذي يمكن وقوعه. فإذا نزل المسيح فلا ينال من النصارى واليهود والمسلمين إلا ما ذكرته لك فيتبعه قوم ويخذله آخرون، يقولون أنت لست الموعود به فأين الهناء وزوال التحاسد والتباغض، وثبوت المحبة في الأرض. اللهم إلا أنه يحصل في عقول النوع الإنساني في حال غريبة فجائية، ثم ما فائدة هذا الزمان القليل أي زمان وجود المسيح في الأرض، وللأمم أعمار طويلة فإذا تهنأت الأمم كلها عدة أعوام وذهب المسيح من بينهم فهذا أمر لا تكون فائدته تامة.


الصفحة التالية
Icon