…ومالي أذهب معك بعيداً، انظر إلى الأمم الآن ألست ترى في الهند من قام وقال إني أنا المسيح ومات في زماننا، وجاء بتعاليم إسلامية ونهى عن الحرب !! والحكومة الإنجليزية ساعدته وله أتباع هناك في الهند؟ أولا ترى في طائفة البهائية ببلاد الفرس فإنهم قاموا بتعاليم عامة من القرآن ونشروها في أمريكا وأوروبا واتبعهم أناس كثيرون. وأخبرتني سيدة انجليزية من أتباعه أنه هو المسيح. ومع ذلك لا يزال التحاسد في الأمم كما هو، والحرب والضرب والتخريب وهم يقولون إن هذه الشريعة تعلو على الأديان كلها. وأكثر المتبعين لهذا الدين من أمم الفرنجة وقليل من المسلمين اتبعوه وهم يجعلون شرعهم هذا هو شرع المسيح الموعود. وقد تبعهم ملايين كثيرة، وربما جاء كثيرون يقولون بهذه الدعوى فأيهم يتبعه الناس! ولعل مقدمات عيسى المذكورة في الحديث هي الحال التي سيصير إليها البشر من الاتحاد والإخاء والأعمال النافعة العامة الموافقة لروح الإسلام ثم يأتي هو ويظهر الزمان المستقبل يكون مداره على الحقائق لا على الظواهر فيكون الدجال رمزاً لما عليه الأمم من الدجل والكذب والنفاق والجهالة والعمى. والمسيح إشارة لما تستأهل له الأمم في المستقبل من ظهور الحقائق وتقارب الأمم واتحاد الأعمال والنظام العام وربما كان ذكر أنه لا يركب الإبل في الحديث الشريف الإشارة إلى أن زمان ذلك الحب قد قرب فإن الناس أخذت تركب القطار والطائرات فإذا عم هذا يكون قد اقترب زمان التعاون بين الأمم لأن سرعة النقل بين الشرق والغرب تقرب وجهة النظر(١).

(١) الجواهر في تفسير القرآن، م٢، ٣/١١٢-١١٣.


الصفحة التالية
Icon