…وقال: "ولا تظن أني أقول بمنع وجوده في الأرض ولكني أقول إن المهم في الأمر ليس شخصية المسيح ولا وجود ذاته وإنما السلام العام والصدق والإخلاص فليس القصد من المسيح ذاته سواء حضر بنفسه أم كانت المحبة الأخوية بين الجامعة الإنسانية فالمقصد سعادة الأمم لا حضور الأشخاص فلينزل المسيح فهو أمر ممكن ولكن المدار على الإخاء العام فأما الديانات فإن الكتب تنتشر في أنحاء المعمورة كما هو حاصل اليوم.
…ألا ترى أن دولة الإنجليز قد أخذت تعتنق الإسلام وابتدأ ذلك عظماؤها الأغنياء وذلك للدراسة فنشر الدين اليوم يسير بطريقة غير طريقة السيف بل بالاقتناع. فالمدار على الحقائق فإذا وجدنا أن ديننا ينشر بطريق الإقناع وسيتم ذلك في زمان السلام العام بنزول المسيح فلنفعل ذلك كما يفعل الفرنجة في دينهم فلا نحارب ولا نقاتل لأن المقصود هو الإيمان، والإيمان يحصل بلا حرب ولا ضرب. ونحن ليس عندنا مبشرون فما بالك لو كان هناك مبشرون دينيون مسلمون؟"(١). إلى أن يقول: "وبوادر ذلك ظاهرة اليوم "الجامعة الإنسانية" فإنهم يقولون جمعية الأمم وتنقيص السلاح وما أشبه ذلك. وذلك هو اليوم الذي قيل فيه: إن المسيح يرسل لأهل الأرض ويزول الحقد والحسد من أهل الأرض ويعيش الناس بسلام ويصبح الناس إخواناً ولا يأخذ المسلمون الجزية بل يعيشون بسلام مع الأمم، وهذا هو مقصد الحديث النبوي ليستعد المسلمون لذلك اليوم ولا ندري أقريب هو أم بعيد؟"(٢).
بيان الشوائب التي أدخلها طنطاوي جوهري تحت عباءة رمزية نزول عيسى عليه السلام:

(١) المصدر نفسه.
(٢) المصدر السابق نفسه، ص ١١٤.


الصفحة التالية
Icon