المبحث الرابع : تحريف المصطلحات
…يعد هذا الأسلوب شاقاً وشائكاً لا لعدم ظهوره في تفسير القوم وكلامهم، بل لأن أكثر الناس المخدوعين بهم لا يستطيعون تصور استعمال الألفاظ لمعانٍ لا تحتملها الألفاظ. ولأنه من القضايا المسلمة أن لا مشاحة في الاصطلاح(١). ولا مندوحة عن مراعاة ما يتواطأ عليه أي قوم، ومجاراة الناس على ما يصطلحون عليه في كل زمان ومكان، وقد انطلقت الألسنة في هذا القرن، وجرت أقلام من يزعمون الإصلاح بألفاظ يريدون بها من المعاني غير ما تدل عليه في أصل اللغة، أو عرف الشرع، أو مصطلح علم من العلوم(٢). قال الشيخ رشيد: "فرأينا أن نشرح في صحيفتنا هذه الألفاظ حيناً بعد حين لأن الكثيرين من القراء غير عارفين بها على الوجه الذي نستعمله"(٣). وهذا قول صريح يقتضي أن يعقله العقلاء وإلا فسيكون ببدائه الأمور جاهلاً. وإليك بعض الألفاظ التي يبيّن الشيخ رشيد معناها على الوجه الذي يستعمله.

(١) الاصطلاح هو اتفاق جماعة إلى إطلاق اسم معين على شيء معين، ومن ذلك اللغات، والاصطلاحات الخاصة، ومنها اصطلاح أهل الفقه، أو أهل الأصول، أو النحو، أو الكيمياء، أو الهندسة، أو أهل القرية.. الخ.
(٢) مجلة المنار، م١، ١/١٤، بعنوان اصطلاحات كتاب العصر. وقد اقتبست كلام الشيخ رشيد للرد عليه بما قال، أي من فمه أدينه.
(٣) مجلة المنار، م١، ١/١٥.


الصفحة التالية
Icon