أولاً: لفظ الكفر:
…قال الشيخ رشيد: "وأما لفظ الكفر فيطلق في عرف كتاب اليوم على الملاحدة كما ألمعنا إليه فيه عرض كلامنا آنفاً فمهما أطلقنا لفظ الكافر، أو لقب الكفر في كلامنا فنريد به ما ذكرنا. ولا نطلقه على المخالفين لنا في الدين من أصحاب الملل الأخرى لأنهم ليسوا كفاراً بهذا المعنى. بل نقول بعدم جواز إطلاقه عليهم شرعاً. لأنه صار في هذه الأيام من أقبح الشتائم، وأجرح سهام الامتهان وذلك مما تحظره علينا الشريعة باتفاق علماء الإسلام، ولا يصدنك عن قبول هذا القول إطلاق ما ذكر في العصر الأول للملة على كل ما خالف فإنه لم يكن في زمن التشريع يرمي به لهذا الغرض بل كان من ألطف الألفاظ التي تدل على المخالف من غير ملاحظة غميزة ولا ازدراء فضلاً عن إرادة الشتم والإيذاء المخالفة لمقاصد الدين وآدابه ذلك أن معنى الكفر في أصل اللغة الستر والتغطية"(١).
…وعليه فالشيخ رشيد يقر بأن معنى لفظ الكفر في القرآن، وفي اصطلاح خير القرون "العصر الأول للملة" كان يطلق على كل من يخالف دين الإسلام سواءً أكان كتابياً أم غير ذلك. وكذلك يطلق على كل من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة. وهذا هو وجه الحق في هذا المصطلح في الإسلام للآتي:

(١) المصدر السابق نفسه، ص ١٧، ١٨.


الصفحة التالية
Icon