قول الشيخ محمد عبده: "وأما أنساب الشعوب وما تدين به من دين وما تتخذه من ملة فكل ذلك لا أثر له في رضاء الله ولا غضبه، ولا يتعلق به رفعة شأن قوم ولا ضعتهم" فهو قول خطير نبرأ إلى الله منه؛ لأن الإخبار عن الله لا يكون إلا بوحي. وقد أرسل الله الرسل منذ أن خلق آدم عليه السلام حتى جاء سيدنا محمد - ﷺ - خاتم النبيين بالديانات. والأمم تقاس بعقائدها ومدى التزامها بها. بل تقاس الأمم بعظمة المبدأ الذي تحمله، ورفعة أي أمة يتوقف على قوة المبدأ الذي تطبقه. بل لم تنشأ أي حضارة إلا تبعاً للمبدأ. وعليه فقوله شوائب مهلكة.
قول الشيخ عبده: "فيكون عبداً لله وحده، سيداً لكل شيء بعده". كلام ينقض آخره أوله لأنه إذا كانت العبودية لله وحده فيقتضي أن تكون السيادة له تعالى في كل شيء وليس للإنسان. والعبودية تعني الطاعة والاستسلام لله في كل أمر في جميع مناحي الحياة. وعليه فقوله هذا شائبة في التفسير.
…وعليه فتحريف مصطلح الدين عن مواضعه في تفسير المنار يعد شائبة يجب أن تمحى من التفسير.


الصفحة التالية
Icon