…وقال الشيخ رشيد: "وقد عقد شيخنا الأستاذ الإمام لهذا البحث فصلاً طويلاً في رسالة التوحيد سلك فيه مسلكين: (أحدهما) مبني على عقدية خلود النفس البشرية وكونها لا تزول من الوجود بالموت المعهود، وهي عقيدة اتفقت عليها كلمة البشر من المليين موحديهم ووثنييهم والفلاسفة إلا قليلاً من الماديين الجدليين الذين لا يعتدون إلا بمدركات الحس. (وثانيهما) مأخوذ من طبيعة الإنسان في حياته الاجتماعية(١).
…قال الشيخ محمد عبده: "للكلام في بيان الحاجة إلى الرسل مسلكان:
…الأول: وقد سبق الإشارة إليه يبتدئ من الاعتقاد ببقاء النفس الإنسانية بعد الموت، وأن حياة أخرى بعد الحياة الدنيا، تتمتع فيها بنعيم، أو تشقى فيها بعذاب أليم، وأن السعادة والشقاء في تلك الحياة الباقية معقودان بأعمال المرء في حياته الفانية سواء كانت تلك الأعمال قلبية كالاعتقادات، والمقاصد والإرادات، أو بدنية كأنواع العبادات والمعاملات.

(١) تفسير المنار، ١/٢٢٣.


الصفحة التالية
Icon