…وقال الشيخ رشيد: "وقد عرف اللورد الأستاذ المرحوم وحمد طريقته هذه وشبهها في بعض تقاريره بطريقة السيد أحمد خان في الهند". وقال: "إن حزبه جدير بالمساعدة والتنشيط من الأوروبيين، والذي نعرفه نحن بعد السير على هذه الطريقة تسع سنين وأشهر، أن طلاب الإصلاح الإسلامي في مصر وسوريا وتونس كلهم على طريقة الشيخ محمد عبده. كما أن معظم المصلحين في الهند على طريقة السيد أحمد خان ولا يوجد في غير هذه الأقطار حركة إسلامية تدعو إلى الإصلاح إلا في روسيا وإيران"(١). وقفّى الشيخ رشيد على هذا الشرح بقوله: "فالجامعة الإسلامية بالمعنى الذي يفهم من كلامه لا وجود لها في الأرض، وإنما يوجد في المسلمين دعوتان: دعوة إسلامية، وتنحصر فيما بيّناه آنفاً؛ وهو ترك البدع والجمع بين الدين وبين العلم والمدنية. ودعوة وطنية أو سياسية، وهي تنحصر في مطالبة أصحاب السلطة فيهم بما يرقي بلادهم ويحفظ حقوقهم فيها ولا علاقة لهذه الدعوة بالدين بل كثيراً ما تخالفه"(٢).

(١) مجلة المنار، م١٠، ٣/٢١٩.
(٢) المصدر السابق نفسه.


الصفحة التالية
Icon