…فعلى هذا الأساس ينبغي أن يفهم إصلاح القوم. فإذا سمعت مركّب الجامعة الإسلامية، فلا يعنون منه ما يتبادر إلى الأذهان منه وهي توحيد المسلمين في دولة واحدة ضد دول الكفر المستعمرة في العالم. بل تفهم أنها مجرد شعار، أو مجرد أناشيد تستمال بها نفوس لتعظيم القائل. ومن لم يع هذا فهو ببدائه الأمور أجهل. لأنه لا يعقل أن تكون عقيدة القوم ومذهبهم كما أسلفنا من البعد عن الإسلام ويعملون لجمع المسلمين في دولة واحدة. وهم ينطلقون من دول تحت نفوذ الاستعمار وبحماية الاستعمار في دار الحرب. ودولة المسلمين قائمة على مقربة منهم تحاربهم ويحاربونها. وكذلك ينبغي أن يفهم معنى مجلة إسلامية، وجريدة إسلامية، فهي تعني أنها تُعنى بشؤون البلاد الإسلامية أو بشؤون المسلمين في البلاد الإسلامية فتتحرى أخبارهم ولا يعني أنهم يرعون شؤون هذه البلاد على أساس الإسلام. وكذلك قولهم دولة إسلامية فلا تعني الدولة التي تطبق الإسلام وتحمله للعالمين. بل تعني دولة قائمة في بلاد الإسلام ولو كان دستورها ينطق بالكفر.
…وعلى هذا الأساس ينبغي أن تفهم جميع شعاراتهم المختلفة ومصطلحاتهم الكثيرة كما مرّ معنا لمصطلح الكفر، الدين، الإيمان، الإسلام، الوحي، والوطنية والخيانة. فهم لم يفرغوا هذه المصطلحات من معانيها فحسب بل وضعوا لها معاني من عند أنفسهم. وهذا هو تحريف المصطلحات، واللعب عليها كان أسلوباً مميزاً لمن يضعون الشوائب في القرن الرابع عشر الهجري. وفيه ما فيه من الجرأة على دين الله في تحويل المعاني الشرعية التي حددها القرآن الكريم إلى معان من عند أنفسهم لا تمت للإسلام بسبب ولا نسب.
…وفي هذا القدر كفاية لبيان هذا الأسلوب الذي دخلت منه شوائب جمة أطاحت بمفاهيم الإسلام الأساسية. فنسأل الله العافية.


الصفحة التالية
Icon