الفصل الثالث : شوائب التفسيرفي شؤون العقيدة
المبحث الأول : شوائب التفسير في المغيبات ومعجزات الأنبياء.
المبحث الثاني : شوائب التفسير في خلق الإنسان ونظرية دارون.
المبحث الثالث : شوائب التفسير في القصص القرآني.
المبحث الأول
شوائب التفسير في المغيبات ومعجزات الأنبياء
…يعد الإيمان بالغيب من مميزات العقيدة الإسلامية، وصبغة باهرة تصبغ الدين الإسلامي، فجاءت شوائب التفسير ولوثت هذه الصبغة، وهدمت هذا الركن من الدين. ويمكن جمع وضبط ما سمي تفسيراً للقرآن افتراءً عليه من هذه الناحية بالخطوط الرئيسية الآتية:
إنكار معجزات الأنبياء عليهم السلام بالتأويل الذي يزيل عنهم صفة الإعجاز مما يقدح في نبوة من جرت على يديه تلك المعجزة، زاعمين أنها تنافي السنن الكونية الإلهية، ومنها معجزات عيسى وموسى وسليمان -عليهم السلام-. والبقرة، والذي أماته الله مائة عام، والإسراء والمعراج بالروح والجسد جميعاً ونحوها.
إنكار مخلوقات من عالم الغيب ثبتت بالأدلة القطعية. وأجمع عليها المسلمون قاطبة من لدن رسول الله - ﷺ - حتى يومنا هذا. وأوّلوها تأويلاً أخرجها عن مدلول خطاب الشارع الوارد في القرآن الكريم، ومنها: الملائكة، والشياطين، والجن، وعذاب النار، ونعيم الجنة، والكرسي، والعرش، والسماوات، ونحوها.
جعل العلم والعقل دليلاً على بعض المغيبات. وهذا يقتضي من يسلم بهذا الدليل عليه أن يرتضي ما ينكره العقل والعلم من المغيبات.