المنطفئ فتشتعل، أو كما يتصل السلك الحامل للكهرباء الإيجابية بالسلك الحامل للكهرباء السلبية بعد انقاطعها فيتألق النور منها. وقد ثبت عن بعض أطباء هذا العصر إعادة الحياة الحيوانية إلى فاقدها عقب فقدها بعملية جراحية أو معالجة للقلب. ومن دون هذا وذاك شفاء بعض الأمراض ولا سيما العصبية سواء كان سببها مس الشيطان وتلبسه بالمجنون كما في الأناجيل أم غيره، فإن الشيطان روح خبيث لا يستطيع البقاء مع توجه الروح الطاهر الذي هو شعلة من روح القدس جبريل عليه السلام واتصاله بمن تلبس به وقد وقع مثل هذا لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من الروحانيين"(١). وقال: "ومن دون هذا وذاك المكاشفات المعبر عنها فيما حكاه(٢) تعالى عنه بقوله: ﴿ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ﴾ (٣). وقد أنبأ غيره من أنبياء بني إسرائيل وغيرهم بما هو أعظم من هذا من الأمور المستقبلية، وكذا غيرهم من الروحانيين ولا سيما صالحي أمة محمد - ﷺ -، ولكنها درجات متفاوتة في القوة والضعف، وطول المدة وقصرها، والثقة بالمرئي وعدمها، وإدراك الحاضر الموجود، والغائب المفقود، وما كان في الأزمنة الماضية، وما يأتي في الأزمنة المستقبلية"(٤). ثم قال: "ومن المكاشفات الثابتة في هذا العصر ما يسمونه قراءة الأفكار، وقد شاهدنا من فعله، ومنها مراسلة الأفكار. فتبين لهذا وذاك أن آيات الله تعالى المشهورة لموسى (ع. م) بمحض قدرته تعالى دون سنة من سننه الظاهرة في قواه الروحية، وأن آياته لعيسى (ع. م) بخلاف ذلك. والنوع الأول أدل على قدرة الله تعالى ومشيئته واختياره في أفعاله في نظر البشر لبعدها عن نظام الأسباب والمسببات التي تجري عليها
(٢) هذا التعبير أراه لا يليق في حق الخالق عز وجل لأنه يحمل معنى المحاكاة أو الحكاية.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٤٩.
(٤) ١١/٢٣٥، تفسير المنار.