…وهكذا لزم الشيخ محمد طاهر بن عاشور غرز أصحاب تفسير المنار في هذه القضية وجعل ذبح البقرة سنة متبعة عند بني إسرائيل في حالة القتل وليس أمراً إلهياً لهم في تلك الواقعة.
معجزة البقرة في تفسير أبي زيد الدمنهوري:
…فقال: "بقرة بتاء الوحدة، وسؤالهم عن الصفات دليل على أنهم فهموا أن المقصود ذبح الصنف الذي كانوا يعبدونه ويقدسونه"(١). ولو كان التفسير كما قال لما سألوا بعد الأمر بذبح البقرة أي سؤال.
معجزة البقرة في رسالة الفتح:
…قال: "معنى بقرة طائر فقد رأى العزيز في المنام سبع طيور سمان يأكلهن سبع طيور عجاف والتي سماها المحرفون بقرة. واستقام لسان العرب على المعنى المحرف بعد الجيل الثالث الإسلامي"(٢). وقال: "وموسى قال لقومه إن الله يأمركم أن تقدموا قرباناً لله بقرة أي دجاجة. فالطائر (بقرة) لأنه كاشف وخالص ويتعدى كل حاجز، والقربان لله يكون ذا قيمة غالية"(٣). وهذا كله من شوائب التفسير لأنه لا تحتمله النصوص، ولا يستند إلى اللغة.
معجزة البقرة في قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار:
…فقال: "إن المفسرين يذكرون أن القتيل ضرب بجزء من البقرة فحيي وأخبر بقاتله فأخذ وقتل ويذكرون للبقرة حكايات وروايات وغرائب ما أنزل الله بها من سلطان. أما قولهم إن القتيل ضرب ببعض البقرة وأخبر بقاتله فهذا شيء زائد على ما نص في كتاب الله تعالى"(٤).
(٢) فراج، عبد الرحمن، رسالة الفتح، ص ١٠.
(٣) فراج، عبد الرحمن، رسالة الفتح، ص ١٢.
(٤) النجار، عبد الوهاب، قصص الأنبياء، ٢٨٣، ط٣، دار الجيل، بيروت.