معجزة البقرة في تفسير الجواهر:
…فقد خلص إلى أن العلم والحكمة تكمن في أن الآية تقرر تحضير الأرواح والتنويم المغناطيسي فقال: "وإما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآية تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم تحضير الأرواح بأمريكا أولاً ثم بسائر أوروبا ثانيا"(١).
…ثم جعل طريقة استحضار الأرواح هي الطريقة الثانية للإيمان بالله وجعل قصة البقرة رمزاً إلى استحضار الأرواح فقال: "وكأن القرآن يقول: إذا قرأتم ما جاء عن بني إسرائيل في إحياء الموتى في هذه السورة عند أواخرها فلا تيأسوا من ذلك فإني قد بدأت بذكر استحضار الأرواح فاستحضروها بطرقها المعروفة(٢) ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ (٣).
معجزة البقرة في تفسير روح المعاني:
…وعدّه من باب الإشارة فقال: "إن البقرة هي النفس الحيوانية حين زال عنها شَرْهُ الصبا ولم يلحقها ضعف الكبر، وكانت معجبة رائقة النظر لا تثير أرض الاستعداد بالأعمال الصالحة، ولا تسقي حرث المعارف والحكم التي فيها بالقوة بمياه التوجه إلى حضرة القدس والسير إلى رياض الأنس، وقد سلمت لترعى أزهار الشهوات، ولم تقيد بقيود الآداب والطاعات فلم يرسخ فيها مذهب واعتقاد.. وذبحها قمع هواها ومنعها عن أفعالها الخاصة بها بشفرة سكين الرياضة.. إلى أن قال وهذا الذبح هو الجهاد الأكبر والموت الأحمر، وعقباه الحياة الحقيقية والسعادة الأبدية"(٤).
(٢) جوهري طنطاوي، الجواهر في تفسير القرآن، ١/٨٩.
(٣) سورة الأنبياء، من الآية: ٧.
(٤) الألوسي، أبو الفضل، شهاب الدين، السيد محمود، روح المعاني تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ١/٢٩٤، ٢٩٥، دار إحياء التراث العربي، ط٤، بيروت، ١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م.