بنصوص قطعية من القرآن الكريم.
…وتصوير د. الخطيب ليوم البعث، والصورة التي يقع عليها كانت من نسج الخيال، لا تفسيراً لآيات الله. والبعث في اعتقاد الدكتور الخطيب يكون بالأرواح وليس بالأجساد فقال: "إننا نرجح الرأي القائل بأن البعث يكون بالأرواح لا بالأجسام". وقال: "والأرواح الإنسانية التي نلمحها من الآيتين الكريمتين، ليست أرواحاً مجردة، بل هي أرواح تلبس أجساداً شفافة، هي قوالب روحانية، على هيئات بشرية يعيش فيها الناس.. وهي ما يسمى بالنفس التي هي وسط بين الروح والجسد"(١).
…هذا هو البعث حسبما صوّره د. الخطيب حسب ملته واعتقاده، ولا يسعنا إلا أن نقول إنه أغار على فكر فلاسفة اليونان وتلامذتهم من المتأخرين(٢) أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد، وأعاد صياغته وزعم أنه تفسير قرآني. والمسلم، أي مسلم يربأ بنفسه أن يعتقد هذه العقيدة، وهي أليق بمن ينكر الغيب الذي نطق به القرآن. وهو تأويل يليق بأعداء الدين. ولا شك ولا ريب أنه من شوائب التفسير. وإذا علمنا أن الشيخ محمد عبده يؤول البعث بكثرة النسل(٣)، أدركنا أن الدكتور الخطيب يتبنى رأي مؤسس المدرسة العقلية الحديثة. وهي لم تتجاوز في أحسن حالاتها – معنى الحديث الضعيف (من مات فقد قامت قيامته) (٤).
البعث والجنة والنار عند محمد إقبال:
(٢) اعترف صراحة أن هذه مقولة بعض الحكماء والفلاسفة، م١٤، ٧/٥٤٥، ٥٤٦، تفسير سورة الطور، طبعة دار الفكر، التفسير القرآني للقرآن، د. عبد الكريم الخطيب.
(٣) ١/٣٢٢، تفسير المنار.
(٤) انظر حديث ٢٦١٨، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل محمد العجلوني، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، ٢/٢٧٩، ط٣، ١٩٨٨م – ١٤٠٨هـ.