…فالدكتور علي نصوح الطاهر يمثل لوناً من ألوان الانحراف في التفسير، فلم يعتمد على اللغة في فهمه للقرآن، ولم يعتمد على المعارف الشرعية، وإنما اعتمد على ما كتبه المستشرقون، وما خطر على خياله في تقليد زعماء المدرسة العقلية الحديثة في إنكار الجن والشياطين من عالم الغيب مع أن الآيات قطعية في ثبوتها وفي دلالتها.
الجن والشياطين في تفسير المراغي الأصغر:
…لقد تقلب الشيخ أحمد المراغي في تفسيره لمفهوم الملائكة والشياطين بين الصواب والخطأ لدرجة يمكن وصفه بالتناقض، ففي تفسير سورة الكهف، قال: "الملائكة والشياطين أرواح لها اتصال بأرواح الناس على وجه لا نعرف حقيقته بل نؤمن به كما ورد ولا نزيد عليه شيئاً. وكلنا نشعر بأنا إذا هممنا بأمر فيه وجه للحق أو للخير، ووجه للباطل أو الشر بأن في نفوسنا تنازعاً، وكأن هاجساً يقول إفعل، وآخر يقول: لا تفعل، حتى ينتصر أحد الطرفين على الآخر، فهذا الذي أودع في النفوس ونسميه قوة وفكراً –لا يبعد أن نسميه ملكاً إن كان يميل إلى الخير، وشيطاناً إن كان يميل إلى الشر"(١). ولا يخفى التناقض في كلامه بين أوله وآخره.

(١) ١٥/١٦١، تفسير المراغي، وانظر ١/٨٦، ٨٧، حيث نقل عبارة المنار وعزاها إلى بعض المفسرين دون أن يفصح أنها لصاحب المنار، وانظر تفسير المنار ١/٢٦٦-٢٦٧. تفسير آية ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ﴾ (البقرة: من الآية ٣٤).


الصفحة التالية
Icon