…وقال في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴾ (١): "والحرس: هي الأدلة العقلية التي نصبها سبحانه لهداية عباده، والشهب الأدلة الكونية التي وضعها في الأنفس والآفاق. وعلى هذا يكون المعنى: إن القرآن الكريم بما نصب من الأدلة العقلية، والأدلة الكونية حَرَسٌ للدين من تطرق الشبه التي كان الشياطين يوسوسون بها في صدور الزائغين، ويحوكونها في قلوب الضالين ليمنعوهم من تقبل الدين والاهتداء بهدايته فمن يفكر في إلقاء الشكوك والأوهام في نفوس الناس بعدئذ يجد البراهين التي تقتلعها من جذورها"(٢).
…فهذا التفسير يعد إشارياً باطنياً لا يخفى على ذي لب، ولا تحتمله نصوص الآية ولا بوجه من الوجوه، فلا مستند له لا من اللغة ولا من الشرع، فهو من الشوئب التي ينبغي أن تنقى من التفسير.
…هذه نماذج في المغيبات، ومعجزات الأنبياء، قد أصابها وابل من الشوائب في التفسير من القرن الرابع عشر الهجري، وما ذكرناه غيض في فيض بغية الاختصار فنرجو الحذر منها حتى تبقى عقيدة المسلمين صافية، وأرجو أن أكون قد وفقت في التنبيه على الشوائب لإزالتها من التفسير. والله الهادي إلى سواء السبيل.
(٢) ٢٩/٩٩، تفسير المراغي.