. وهي دعاوى تفتقر إلى أدلة. ومن الذين خاضوا فيها أحمد بن سهل أبو يزيد البلخي(١)، والفيلسوف ابن مسكويه(٢)، وإخوان

(١) ٢٣٥-٣٢٢هـ)، هو أحمد بن سهل أبو زيد البلخي، ولد بقرية بلخ من أراضي فارس من مؤلفاته: البدء والتاريخ، وأقسام العلوم، وشرائع الأديان، وكتاب السياسة الكبير، وكتاب القرود، وأخلاق الأمم وغيرها، وكان يتشيع للمذهب الزيدي. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، ٥/٥٩، البلخي، وانظر الأعلام للزركلي. وانظر معجم المؤلفين، كحالة، عمر رضا، ١/٢٤٠. فقد ورد في كتاب البدء والتاريخ ما يفيد القول بالتطور والارتقاء وتحول الحيوان إلى إنسان، ويرى أن العسمد (نوع من الحيوان) قد تولد من الرطوبة، وأنه كان يغشاه قشر مثل قشور السمك. ولما أتت عليه السنون صارت إلى الجفاف واليبس فانقشر عنها ذلك القشر وصارت حياتها زماناً يسيراً". وقال: "فهذا جملة قولهم في ظهور الحيوانات، وآدم حيوان، فعند بعضهم أن آدم تولد من رطوبة الأرض كما يتولد سائر الهوام، وكان جلده كجلد السمك، وعند آخرين أنه (أي آدم) ظهر شيئاً بعد شيء ثم تركب على مرور الأزمان وصار إنساناً ا. هـ. انظر، باشميل، محمد أحمد، الإسلام ونظرية دارون، ص ١٤٢، طبعة مكة المكرمة، ط٢، ١٣٨٨هـ-١٩٦٨م.
(٢) ت٤٢١هـ-١٠٣٠م)، هو أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب بمسكويه، الرازي الأصل، من تصانيفه: تجارب الأمم وتعاقب الهمم، وأدب العرب والفرس، وتطهير الأعراق في علم الأخلاق، فهو أديب مؤرخ فيلسوف. انظر كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، ٢/١٦٨. قال ابن مسكويه: "إن الموجودات مراتب وكلها سلسلة متصلة، وكل نوع من الموجودات يبدأ بالبساطة ثم لا يزال يترقى ويتعقد حتى يبلغ أفق النوع الذي يليه. فالنبات في أفق يبدأ بسيطاً ثم يترقى حتى يصل إلى مرتبة قريبة من الإنسان". انظر باشميل، محمد أحمد، الإسلام ونظرية دارون، ص ١٤٠، عن كتاب قصة الإيمان لنديم الجسر.


الصفحة التالية
Icon