الصفا (١)

(١) وهم جماعة سرية ظهرت في مطلع القرن الهجري الرابع في الدولة العباسية، وتعد من فرق الباطنية، ولهم صلة بالإسماعيلية، وهم أقرب إلى الفلاسفة من السياسيين. ومن بحوثهم ترتيب العالم، وفيضه والعقل والنفس والكلية. ومؤلف رسائلهم لا يزال مجهولاً. وغاياتهم السياسية من رسائلهم لا يزال مجهولاً لكنها لا تنفك عن البعد عن الإسلام وعن محاربته. ملخص من إخوان الصفا للدكتور عمر فروخ، دار الكتاب العربي، بيروت، ط٣، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١م.
ومما جاء في رسائلهم: "فَأدْوَنُ الحيوان وأنقصه هو الذي ليس له إلا حاسة واحدة. وهكذا أكثر الديدان التي تكون في الطين، وفي قعر البحار وفي أعماق الأنهار، فهذا النوع حيوان نباتي، إذ يشارك الحيوان في الحركة، ويشارك النبات في الحس فقط.. وأن النبات متقدم الكون والوجود على الحيوان بالزمان، والحيوانات الناقصة الخلقة متقدمة الوجود على الحيوانات التامة الخلقة التي تتكون في زمان طويل لأسباب يطول شرحها. وأن حيوان الماء وجوده قبل حيوان البر بزمان، والحيوانات كلها متقدمة الوجود على الإنسان". انظر باشميل، محمد أحمد، الإسلام ونظرية دارون، ص١٤٠، عن رسائل إخوان الصفا، ٢/١٥٤، ١٥٥. وقالوا: "ومن الحيوان ما هو أدنى رتبة مما يلي النبات، وهو كل حيوان ليس له إلا حاسة اللمس فحسب. وهذا النوع من الحيوانات أجسامه لحمية، وبدنه متخلخل، وجلده رقيق، وهو يمتص المادة بجميع بدنه بالقوة الجاذبية، ويحس باللمس، وليس له حاسة أخرى، وهو سريع التكوين وسريع الهلاك والبلى" ا. هـ. الإسلام ونظرية دارون ص١٤١ عن رسائل إخوان الصفاء، ٢/١٥٧.


الصفحة التالية
Icon