، وابن خلدون (١)، وهذا يدل على أن فكرة النشوء
والارتقاء سابقة لنظرية دارون. وأما أبرز أرباب
(١) ابن خلدون، هو عبد الرحمن بن محمد الحضرمي. قال: "وأبدأ من ذلك بالعالم المحسوس الجثماني وأولاً عالم العناصر كيف تَدْرُجُ صاعداً من الأرض إلى الماء. ثم إلى الهواء، ثم إلى النار، متصلاً بعضها وكل واحد منها مستعد إلى أن يستحيل إلى ما يليه صاعداً وهابطاً، ويستحيل بعض الأوقات. والصاعد منها ألطف مما قبله إلى أن ينتهي إلى عالم الأفلاك وهو ألطف من الكل على طبقات اتصل بعضها ببعض على هيئة لا يدرك الحس منها إلا الحركات فقط. (المقدمة ص٩٥). وقال: "ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدرج آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لا بَدْرَ له. وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط، ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب لأن يصير أول أفق الذي بعده. واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والرّوية ترتفع إليه من عالم القدرة والفكر بالفعل. وكان ذلك أول أفق من الإنسان بعده وهذا غاية شهودنا (المقدمة ص ٩٦).
ومن الجدير بالذكر أن هناك من حرّف النقل عن ابن خلدون فقال من عالم القردة بدل عالم القدرة. ومنهم ساطع الحصري (انظر هامش ص ١٣٩، من الإسلام ونظرية دارون، لمحمد أحمد باشميل).
وخلاصة رأي ابن خلدون بأن أصل الإنسان حيوان ترقى في مدارج التكوين من الأدنى إلى الأعلى حتى صار إلى ما هو عليه من كمال. (المقدمة ص ١٣٩).
ومن الجدير بالذكر أن هناك من حرّف النقل عن ابن خلدون فقال من عالم القردة بدل عالم القدرة. ومنهم ساطع الحصري (انظر هامش ص ١٣٩، من الإسلام ونظرية دارون، لمحمد أحمد باشميل).
وخلاصة رأي ابن خلدون بأن أصل الإنسان حيوان ترقى في مدارج التكوين من الأدنى إلى الأعلى حتى صار إلى ما هو عليه من كمال. (المقدمة ص ١٣٩).