…وقال: "نقول ولسنا نجزم بصحة مذهب(١) داروين. ولكننا نهديء روع الذين يخشون من تحقق هذا المذهب في يوم من الأيام على الإسلام، وما ورد في أمر آدم عليه السلام فنقول لهؤلاء: ليهدأ روعكم فإن كل ما ورد في خلق آدم عليه السلام يمكن صرفه عن ظاهره على مقتضى أسلوب القرآن نفسه فإن قام الدليل المحسوس في يوم من الأيام على صحة مذهب داروين فلا يتزعزع من العقائد إلا ما كان جامداً منها، أما الذين هداهم الله بنور العلم وبث فيهم روح الإسلام بمعناه الحق، فلا يخشى على عقائدهم من شيء"(٢). وقال: "نقول للواقفين مع العادات والظواهر أن يقولوا ما شاءوا ولكن الواقع أن روح الله ممتدة لكل شيء حتى للجمادات فإذا ثبت أن الإنسان مترق عن الحيوان، وأن روحه هي روح حيوانية مرتقية فلا يقدح ذلك في كرامته عند أهل التحقيق، ولماذا لا يأنف الإنسان أن تكون روحه روح طفل مترقية، وهو يرى أنه كان طفلاً يَفْضُله الحيوان بكثير من الصفات الروحية، ويأنف أن تكون روحه روحاً حيوانية مترقية؟ أليس العبرة بالنهاية؟"(٣).

(١) هذه العبارة تدل على أنه يعتقد النظرية على غرار عقيدة مطوريها فهم لا يجزمون بصحتها، ولكنهم يصدقونها ويرجحون صحتها.
(٢) ١/٧٣٤، دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدي.
(٣) ١/٧٣٤، دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدي.


الصفحة التالية
Icon